mostafa2010 شاب جديد
عدد المساهمات : 29 نقاط : 5327 العمر : 32 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: لمحات من خلق الجيل الأول الثلاثاء يونيو 29, 2010 2:20 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لمحات من خلق الرعيل الأول من الصحابه الذين رباهم الحبيب المصطفي إنظر إليهم وإنظر إلينا !!!!!!!!!!
إنك إذا نظرت إلى أدبهم مع معلمهم صلى الله عليه وسلم رأيت أدبا جماّ ، فقد روى مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال : " ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجلّ في عيني منه ،وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ، لأني لم أكن أملأ عيني منه " .
وإذا نظرت إلى معاملة بعضهم بعضا ، رأيت أمة بارعة الخلق ، قوية البنيان ، كما حصل للأنصار عندما هاجر إليهم المهاجرون من مكة ، فقد استقبلوهم استقبالا لم تعرف الدنيا مثله قطّ ، ووصلت بهم أخلاقهم في السخاء والإخاء إلى مستوى اقتسام الفراش والمال مع الأخ المسلم ن روى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : " لما قدموا المدينة ، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، قال لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالا ، فأقسم مالي نصفين ، ولي امرأتان ، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها ، فإذا انقضت عدّتها فتزوجها ، قال : بارك الله لك في أهلك ومالك ، أين سوقكم ؟ فدلّوه على سوق بني قينقاع ... "
هذا خلق أولئك ، فالأنصاري يؤثر أخاه على نفسه بأنفس ما يملك مما يقتتل عليه الناس عادة : المرأة والمال ، والمهاجريّ لا يستغل عاطفة أخيه تجاهه لابتزاز ماله وأهله والعيش عالة عليه ، فانظر إلى أيهما شئت يرجع إليك البصر حائرا متعجبا من هذا المستوى الخلق العظيم الذي وصل إليه ذاك المجتمع ! فهل وجدت شيئا من هذا عند ذوي الحضارات والثقافات ؟! ألا ، فإنك لو جمعت حسناتها الخلقية كلها ، فلن تبلغ هذه القصة وحدها !
وإذا نظرت إلى معاملتهم للضيف الغريب ، جزمت بأنهم لا يريدون إلا وجه الله ، وليس لهم في الدنيا أرب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث إلى نسائه ، فقلن : ما معنا إلا الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضمّ أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الانصار : أنا ! فانطلق به إلى امرأته ، فقال : أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ما عندنا إلا قوت صبياني !فقال : هيئي طعامك ، وأصبحي سراجك ، ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاءً ، فهيأت طعامها ، وأصبحت سراجها ، ونوّمت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ، فجعلا يريانه أنهما يأكلان ، فباتا طاويين ، فلما أصبح ، غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما !!فأنزل الله : °(( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) ـ الحشر 9 ـ متفق عليه .
إن القلم ليعجز عن كتابة هذه القصّة ، فضلا عن التعليق عليها ؛ لا من جهة كرم الرجل ، ولا من جهة صلاح المرأة الطاّئعة لزوجها ، وقارنها مع أفضل امرأة من زماننا شئت ، ولا من جهة إيثارهما ، ولا من جهة وفائهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعجب من ذلك أن الله عجب من هذا الخلق العظيم !!ألا تعجبون ! مما عجب منه الله عزّ وجلّ ؟ لقد كنت أنقل هذه الأمثلة المباركة وجسمي كله قشعريرة ؛ حياءً ممّا فيها ،
فهذه تربية النبي الأمي صلى الله عليه وسلم لأولئك الصحابه رضي الله عنهم ، فإن قال قائل : إنهم تخلّقوا بتلك الأخلاق بعد أن نزل القرآن ، والقرآن علم ، قلنا : إذا فقد وصلوا إلى هذا الخلق الطيّب بسبب القرآن ، لا الثقافات العالمية ، فعاد الأمر إلى أن التدين الصحيح هو الذي يربي الناس حق التربية ، فبهذا يلغى قولهم : إن الجهل بالعلوم الحضارية هو سبب النكسات الخلقية ، بل يقال : إن الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الكفيل بكل خلق جميل ، وإذا كان لدى الأمم الأخرى أخلاق ولا بدّ ، ففي هذا الدين أكملها ، وأما العلوم الحضارية فنفعها مشروط بالدين الصحيح والخلق الفاضل .
| |
|